لو أخذت جولة على موقع لينكدإن سترى كمية المناصب الموجودة تحت أسماء أصحابها أو من خلال الوظائف المعروضة من رئيس تنفيذي إلى مدير عام إلى مدير إلى رئيس قسم إلى مدير أول والكثير أيضا من المناصب التي لا تعرف معناها أصلا. وإذا ما تعمقت أكثر في المحتوى الموجود ستجد كمية المشاكل والحالات التي يعرضها كتّابها من خلال تجاربهم السيئة مع أصحاب المناصب الذين قد يكونوا هم منهم أيضا. كذلك ستجد فئة أخرى تكتب وتشارك عن مفاهيم القيادة والفاعلية في العمل وإدارة الفرق وما إن تسنح لك الفرصة لتتعرف عليه أو على من يعمل معه ستجد أن ما يكتبه لا يتعدى كلمات فقط بدون أي فعل. فما الذي يحدث إذا؟ أين الخلل؟

إن ما يحدث هو فائض في المناصب، ندرة في القادة، وهذه حقيقية، لأن القائد كالعملة النادرة أو المعدن النفيس، لا تجده في أي مكان وإن وجدته تكون قيمته عالية جدا مما يجعله محط أنظار جميع الناس ولا يحصل عليه إلا من يمتلك القدرة على الاحتفاظ بهذه الجوهرة الثمينة. فإذا، ما الذي يجعل هناك ندرة في القادة؟

إن القادة لهم صفات خاصة لا يتمتع بها جميع أصحاب المناصب مهما علا شأنهم أو عظمت مسمياتهم الوظيفية ومن هذه الصفات نذكر الآتي:

الغاية:

القادة لهم غاية واضحة في هذه الحياة ويعلمون تماما بما سيساهمون وعلى ماذا سيحصلون من نتائج وأثر من خلال مساهماتهم، فالقائد صاحب الغاية له رؤية واضحة وهدف واضح وطريق واضح يعمل من خلاله ومن لا غاية له، لا حياة له، فكيف سيكون قائدا إن لم يكن لديه القدرة على قيادة مركبته؟

معايير عالية:

القادة لديهم معايير عالية في جميع جوانب حياتهم ولا يقبلون أن يكون لديهم معايير ضعيفة لهم أو لمن حولهم بل بالعكس يمكّنون الآخرين على رفع معاييرهم والعمل على تقديم أفضل أداء في كل شيء، أداء في المهنة، الصحة، الحياة الشخصية وغيرها فالأداء لا يقتصر على وجود الأشخاص في عمل مهني فقط. فماذا نسمي من ارتضى على نفسه معايير ضعيفة؟ بالتأكيد ليس قائد!

الشفافية:

القادة لديهم شفافية عالية وصراحة يقدمونها لمن حولهم حتى يعززون مفهوم الغاية والرؤية الواضحة فكلما كانت الصورة أكثر ضبابية كانت الأزمة أشد عند وقوعها على العاملين مع هذا القائد، لذلك يتنافس القادة اليوم على لقب القائد الأكثر شفافية فالشفافية مرتبطة بالذكاء، الفهم، الثقة بالنفس والجرأة.

تحمل المسؤولية:

إن من أعظم صفات القادة هي تحمل المسؤولية ولا يلقون باللوم على الآخرين فهم يعلمون جيدا أنهم مسؤولون عن المركب الذي يبحر ويتحرك يمينا ويسارا بأوامرهم وفي حال غاب من يتحمل المسؤولية فسيكون هناك فوضى في الإدارة، التعامل مع الأحداث الحرجة وسوء في اتخاذ القرارات.