دائما كنت أنظر لجامعة هارفارد على أنها الصرح العلمي الأول في العالم وقد تكون كذلك، فقد اكتسبَت تلك السمعة المميزة على مدار السنوات .. ولكن أعلم كذلك أن ارتياد هذه الجامعة يتطلب شروط قبولٍ ليست بالهينة ولا باللينة، ناهيك عن الرسوم المرتفعة وتكلفة المعيشة وغيرها .. ففكرت .. وسألت نفسي .. كيف أتعلم من جامعة هارفارد مجانا وبدون أن أذهب إليها؟

لم يعد التعلم مرهونا بزمان أو مكان أو محصورا بفئة معينة وأصبح التعلم متاحا للجميع بطفرة التكنولوجيا والكم الهائل من المحتوى الذي يضخ كالماء على مواقع كثيرة منها تعليمية ومنها تواصل اجتماعي ومهني، حتى باتت أكبر الجامعات تضع محتوى كذلك لتشاركه مع الناس جميعا بكل المستويات بدون النظر إلى مستواهم الاجتماعي او ألوانهم او جنسياتهم او غيرها..

كوني متخصص في إدارة الأعمال ولأنني أتعلم بدون توقف فقمت بعدة خطوات كي أتعلم من كلية إدارة الأعمال في هارفارد وقد تنطبق على أي جامعة أو أي تخصص في العالم:

  1. ادخل على موقع الجامعة والكلية التي تريدها واحصل على أسماء الأساتذة التي تدرس فيها واجعل لك لائحة بالأسماء والتخصصات
  2. إبحث عن هذه الأسماء في YouTube وستجد آلاف الفيديوهات لهذه الأساتذة، فهذه الشخصيات مطلوبة عالميا للتحدث في مؤتمرات ومقابلات وملتقيات وغيرها على مدار العام
  3. إبحث عن هذه الأسماء في متصفح العم Google فقد تجد عدد لا يستهان به من الأبحاث والأوراق العلمية والمقالات والكتب المتاحة مجانا لهذه الأساتذة
  4. إبحث عن هذه الأسماء في Amazon فقد تجد كتب منشورة بأسماء الأساتذة في هارفارد، ولكن قد تضطر لدفع مبلغ معين لقاء الحصول على هذه الكتب وقد تشترك أنت وعدة زملاء في شراء كتاب واحد ودراسته في حال كانت تكلفته مرتفعة عليك. فهؤلاء المفكرين لهم طاقة في الكتابة مخيفة من شدتها ولديهم مؤلفات قد تكون سنوية ودقيقة التخصصية

بهذه الخطوات البسيطة استطعت أن أتعلم من أساتذة جامعة هارفارد في كلية الأعمال مجانا وبدون أن أذهب إليها .. فالأصل بالتعلم ليس شهادة تضعها على الحائط وقد رأينا على مدار السنوات أن أحيانا الشهادات لا ترتقي لتوقعات الخريج وهذه حقيقة مع أهميتها.

وما زلت حتى الآن، أتعلم من أساتذة أفضل الجامعات في العالم .. وبذلك أصبحت أتكلم بنفس المنهجيات والنظريات والتطبيقات وأمارسها في عملي أو خلال برامجي التدريبية أو خلال مشاركتي كمتحدث في تخصصي ..

تذكر .. رحلة التعلم .. لا تنتهي ..